المفتاح الأول للنجاح

     الدوافع محرك السلوك الأنساني 


   



المفتاح الأول 


      نصيب الإنسان موجود بين يدين فرانسيس بيكون هل توافق معي على أننا من دون دوافع لا تكون عندنا رغبة في ?عمل أي شيء هل تعرف أي شخص تظن أنه كان يشغل وظيفة ممتازة ويتقاضى مرتبا محترمًا ولكنه ترك عمله لأنه لم تكن لديه دوافع كافية للاستمرار في العمل. عندما تكون عندك دوافع وبواعث نفسية يكون عندك حماس أكثر وطاقة أكبر ويكون إدراكك أفضل، بعكس إذا كانت عزيمتك هابطة فلا تكون عندك طاقة ويتجه تركيزك واهتمامك نحو السلبيات فقط وتكون النتيجة هي التدهور في الأداء، ولكن ما هي الدوافع؟ ما هو مصدرها؟ وكيف يمكن أن تكون لدينا دوافع؟ والأهم من ذلك كيف نحافظ على بقائها معنا باستمرار؟ وهذا هو موضوع     


      بحثا في هذا الجزء كلمة دافع التي هي بالإنجليزية «موتيفاشن Motivation» جاء مصدرها من الكلمة اللاتينية «ما تيري Matere » ومعناها يتحرك، ويعرف قاموس «ويبستر Webster » كلمة الدوافع بأنها الشيء الذي يدفع الإنسان للتصرف أو الحركة. ولو قمنا بتحليل كلمة موتيفاشن Motivation» نجد أنها مركبة من كلمتين: «موتيف + اكشن Motive + Action » يعني التصرف الناتج عن دافع. ما هو مصدر الدوافع؟.. من أين تأتي الدوافع؟ قال دنيس ويتلي مؤلف كتاب سيكولوجية الدوافع: تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا وبالتالي في تصرفاتنا. دعني أقص عليك قصة الشاب الذي ذهب إلى أحد حكماء الصين ليتعلم منه سر النجاح، وسأله «هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح؟».. فرد عليه الحكيم الصيني بهدوء قائلاً: «سر النجاح هو الدوافع، فسأله الشاب: «ومن أين تأتي هذه الدوافع؟ » فرد عليه الحكيم الصيني: «من رغباتك المشتعلة» وباستغراب سأله الشاب «وكيف تكون عندنا رغبات مشتعلة».. وهنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق وعاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء، وسأل الشاب: «هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟».. فأجابه الشاب بلهفة وطبعًا».. فطلب منه الحكيم أن     

    يقترب من وعاء الماء وينظر فيه، ونظر الشاب إلى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل وعاء المياهلا ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب، ثم بدأ يخرج رأسه من الماء ببطء، ولما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه وأخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم الصيني وسأله بغضب: «ما هذا الذي فعلته؟ فرد عليه وهو ما زال | محتفظا بهدوئه وابتسامته سائلاً: «ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟، فقال الشاب: «لم أتعلم شيئا، فنظر إليه الحكيم الصيني قائلاً: «لا يا بني لقد تعلمت الكثير، ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك، | وبعد ذلك كنت دائما راغبًا في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث أن دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها، وأخيرًا أصبحت عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك، | وعندئذ فقد نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة باستطاعتها أن توقفك، ثم أضاف الحكيم الصيني الذي لم تفارقه ابتسامته الهادئة «عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك.. تخلص من هذا إلى أن الرغبة هي أول قاعدة للنجاح، فالرغبة هي غرس البذور في أرض النجاح، وسر النجاح هو الرغبة المشتعلة.    


    الشرح ذلك يجب أن نذكر أنه هناك ثلاثة أنواع من الدوافع: النوع الأول / هودافع البقاء: قال العالم النفساني إبراهام ماسلو : أهم الدوافع للإنسان هو دافع البقاء». فدافع البقاء هو الذي يجبر الإنسان على إشباع حاجاته الأساسية مثل الطعام والماء والهواء، بحيث أنه لو كان هناك أي نقص في أي من حاجاته الأساسية فهناك دافع أساسي داخل جسم الإنسان يقوم بتنبيه المراكز العصبية في المخ بخصوص هذا النقص، ومع سرعة تحرك الخلايا العصبية ينشط الإنسان جسميًا ليصبح عنده الدافع للقيام بعمل ما يلزم لإشباع هذا النقص، وعند تحقيق ذلك يعود الجسم لحالته الطبيعية هناك مثال لتوضيح ذلك، ففي الغابات توجد صفة مشتركة بين الأسد والغزال، فمع بداية اليوم في الصباح يأخذ كل منهما في الجري بسرعة، فالأسد يعلم أنه يجب عليه أن يجري أسرع من أبطأ غزالة وإلا فإنه سيموت جوعا، والغزالة تعلم أنه يجب عليها أن تجري بسرعة أكبر من أسرع أسد وإلا فإنها ستكون فريسة له، وحتى إذا لم يكن لديهما الرغبة في الجري فلا بد من الجري بسرعة محافظة على البقاء    


    


   دعني أسألك، لو أنك أثناء عبورك لأحد الطرق السريعة لمحت فجأة إحدى سيارات النقل تتجه نحوك بسرعة فماذا سيكون تصرفك؟ طبعا ستجري بأقصى سرعة، أليس كذلك؟ ولو أنك عدت لمنزلك بعد يوم عمل مرهق، ولم تكن لديك طاقة | للقيام بأي شيء، وقررت الاسترخاء أمام شاشة التلفاز، ولكن فجأة سمعت أحدًا يصرخ قائلا: «حريق.. حريق، فماذا سيكون تصرفلك؟ طبعًا ستغادر المكان بأسرع ما يمكن!!! ولكن من أين جئت بهذه الطاقة التي كانت منعدمة؟ الجواب أنها أصبحت متيقظة وقوية. وقد حدث أن كنت مرة في ولاية لويزيانا بأمريكا ألقي محاضرة | عن الدوافع النفسية، وكان الحماس يملا القاعة والجميع يستمتعون بالموضوع، وفجأة انطلق جرس إنذار الحريق واندفع الجميع خارج القاعة للنجاة بحياتهم، وبعد دقائق قليلة سمعنا صوت أحد المسؤولين عبر مكبرات الصوت يعتذر عن انطلاق جرس الإنذار عن طريق الخطأ، وعاد الحاضرون مرة أخرى والابتسامة على وجوههم. وفي عام 1975 في طريقنا إلى كندا أنا وزوجتي آمال، وكان معنا ألفي دولار، وعندما هبطت الطائرة في أوروبا كانت أمامنا خمس ساعات انتظار فتجولنا في المحلات واشتريت ساعتين لي ولزوجتي وكانت قيمتهما ألف وثمان مئة دولار فقط؟ وقالت لي زوجتي لماذا   


     هذا التهور؟ كيف سنعيش بمئتي دولار فقط؟ فقلت لها طبعا هذا مستحيل ولذلك لا بد من الحصول على عمل وبسرعة، وبما أننا كنا متلهفين على النجاح بدافع البقاء وجدنا عمل في أقل من أربعة أيام وفي إحدى محاضراتي عن الطاقة سألني أحد الحاضرين «لو أن شخصا مريضا خرج لتوه من المستشفى فهل تظن أن دافع البقاء سيكون له أي تأثير عليه؟.. وكان ردي عليه «طبعا بالتأكيد فمثلاً عند خروجه من المستشفى لو جرى وراءه كلب مسعور سيجري هذا المريض أسرع من أي بطل من أبطال الجري» در وبناء على ذلك فكيفما كانت طريقة حياتك وأصبح بقائك مهددًا فستصبح يقظا وسيكون حماسك أقوى لإنقاذ نفسك. . ولك أن تتخيل لو كان عندك هذا النوع من الحماس دائمًا، كيف ستكون قوتك، وكم من النتائج المتميزة ستحقق بناء على ذلك. النوع الثاني من الدوافع / هوالدوافع الخارجية : هذا النوع من الدوافع يكون مصدره العالم الخارجي، فقد يكون محاضرًا ممتارًا مثلاً أو أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة أو إحدى المجلات أو الكتب أو رؤسائنا في العمل.. إلخ. ولكن مشكلة    


     الدوافع الخارجية تكمن في أنها تتلاشى بسرعة دعني أسألك : هل حدث أنك حضرت أي محاضرة بهدف تنشيط الدوافع النفسية؟ إذا كانت الإجابة بـ «نعم».. فكم كان مقدار حماسك بعد أسبوع من المحاضرة.. وكم كان مقدار هذا الحماس بعد شهر، ثم بعد ستة أشهر من المحاضرة؟.. بالطبع كانت درجة الحماس في انخفاض أليس كذلك؟ سؤال آخر: لو أن رئيسك في العمل قابلك بابتسامة لطيفة.. فهل لهذه المقابلة تأثير على يومك في العمل؟.. ولو حدث العكس وقابلك بطريقة جافة بدون سلام أو ابتسام فهل لهذا أيضا تأثير على يومك؟.. بالتأكيد إن ذلك سيؤثر على يومك ومن الممكن أن يؤثر على حالتك النفسية لمدة طويلة. يعتمد الإنسان للأسف اعتمادًا كبيرًا على الدوافع الخارجية حتى يشعر بتقدير رؤسائه وأصدقائه وأفراد عائلته، فنحن دائما نحتاج لرضا الآخرين، ونحب دائما أن نكون مُقدرين، ونريد أن ينظر الناس إلينا نظرة احترام حتى نشعر بقيمة أنفسنا وقد يكون ذلك سببًا في أننا أحيانًا نتصرف تصرفات لا تتطابق مع رغباتنا ونقوم بأشياء لا تكون بالضرورة نابعة من دواخلنا.    


  


     قال الكاتب الأمريكي بنيامين فرانكلين بنجيمن فرانكلن: نظرات الآخرين لنا هي التي تهدمنا.. ولو كان كل من حولي من العميان ما عدا أنا لما احتجت لثياب أنيقة ولا لمسكن جميل ولا الأثاث فاخره وقال عالم النفس الأمريكي ويليام جيمس «لو انتظرت تقدير الآخرين لواجهت خداعا كبيرًا». عن طريق المحاضرات التي ألقيها في كثير من المؤسسات والشركات حول العالم ومن خلال بعض الأبحاث التي قمت بها اكتشفت أن معظم شركات التأمين تنظم سنويًا مسابقات بين مندوبي البيع لديها، فالمندوب الذي يحقق أعلى نسبة مبيعات يفوز برحلة شاملة لجميع التكاليف لشخصين إلى إحدى الجزر الجميلة في العالم، وتبين أن المندوب الذي تصل حجم مبيعاته خلال المسابقة إلى ثلاثة آلاف دولار في الأسبوع، أي أنه يقوم بعمل مجهود كبير للفوز بجائزة المسابقة فترتفع مبيعاته بنسبة 50%، ولكن بعد أسبوع من انتهاء المسابقة تنخفض مبيعاته إلى ألف وخمس مئة دولار في الأسبوع!!! فما السبب في ذلك؟ بالرغم من أن المندوب هونفسه ويعمل لدى نفس الشركة، ويبيع نفس السلعة في نفس السوق إلا أن الدوافع قد تغيرت وهذه هي مشكلة الدوافع الخارجية حيث يتلاشى تأثيرها    


  


     بسرعة. مثال آخر. بعد تعييني مديرا عاما لأحد الفنادق الكبيرة انتظرت أن أتلقى التهاني الكثيرة، وطال انتظاري على غير ما توقعت، وجاء رئيسي لزيارتي في مكتبي ورأي باقة جميلة من الورد فسألني ما هذا الورد الجميل ومن الذي أرسله لك؟» وقرأ البطاقة الموجودة على باقة الورد وكان مكتوبا عليها: «عزيزي إبراهيم.. أجمل التهاني القلبية.. أنا فخور جدا بنجاحك، وكان التوقيع إبراهيم الفقير فسألني رئيسي وعلى وجهه علامات الدهشة: «ما هذا، هل أنت الذي أرسلت الورد لنفسك؟» وكان ردي: «طبا.. لقد انتظرت أن أتلقى باقة من الورد ولما طال انتظاري قررت أن أقوم أنا بهذا العمل حيث أني لم أجد أحدا يقدرني أكثر مني»، ولدهشتي وصلتني في اليوم التالي ثلاث باقات من الورد ولكنها في تلك المرة لم تكن مرسلة مني بل كانت من بعض موظفي الفندق. قال مارك توين «يمكنك الانتظار متمنيًا حدوث شيء ما يجعلك تشعر بالرضا تجاه نفسك وعملك، ولكن يمكنك أن تضمن السعادة إذا أعطيتها لنفسك بعد الانتهاء من إحدى محاضراتي في مونتريال قامت إحدى    


  


     الحاضرات بالأخذ بهذه النصيحة في حياتها الخاصة فكانت كلما أنجزت شيئا أو فامت بتحقيق أحد أهدافها دعت نفسها على العشاء أو اشترت لنفسها ثيابا جديدة أو بعثت لنفسها بباقات الورد الجميل وكانت بهذه الطريقة تحمس نفسها وتشجعها باستمرار. أنت أيضا تستطيع عمل نفس الشيء وستجد فرقا كبيرًا في درجة حماسك. وقد قال كونفيوشيس أحد حكماء الصين «ما ينشده الرجل السامي يجده في نفسه، وما ينشده الرجل العامل يجده في الآخرين». . النوع الثالث من الدوافع / هو الدوافع الداخلية : هذا النوع من الدوافع هو أقواها وأكثرها بقاء حيث أنك بالدافع الداخلي تكون موجها عن طريق قواك الداخلية الذاتية التي تقودك التحقيق نتائج عظيمة. عندما كنت أمارس لعبة تنس الطاولة كان مدربي مهمًا جدًا بالنسبة لي لدرجة اني كنت على وشك أن أرفض الاشتراك في إحدى البطولات لأن مدربي لم يكن قد حضر بعد، فقد كان أفراد الفريق ينتظرون في محطة القطار استعدادًا للسفر للإشتراك في بطولة مصر وكنت أنا في انتظار وصول المدرب بفارغ الصبر، ومر    


  


     الوقت ولم يصل المدرب وكنت على وشك العودة للمنزل لولا أن أحد أصدقائي في الفريق اقترب مني وقال لي: «ماذا ستفعل لو أن مدربك توفي في يوم من الأيام؟ .. هل ستعتزل اللعبة؟.. في الحقيقة لم يحدث أنني فكرت في مثل هذا الظرف من قبل.. ثم أضاف صديقي «أنت بطل ممتاز وفي استطاعتك الاعتماد على نفسك وليس على أي أحد آخر، لقد تدربت بما فيه الكفاية ولياقتك البدنية في أعلى مستوى، ويمكنك أن تفوز بالبطولة النفسك، خذ التشجيع ممن حولك، من عائلتك ومدربك حتى لو لم يكونوا حاضرين». كان كلامه بمثابة منشط منعش بالنسبة لي وقررت المشاركة، وأثناء البطولة كانت لياقتي عالية لأني قمت بتشجيع نفسي، وكان حماسي مرتفعًا لأكسب البطولة لنفسي ولكل من كان يتمنى لي الفوز، وأيضا لمدربي واعتمدت على نفسي وفزت ببطولة مصر، واستطعت أن أنجح بنفسي رغم عدم وجود مدربي بجانبي فقد كانت كل القدرات والاستعدادات كامنة في داخلي في انتظار أن أقوم أنا بإخراجها. وهذا مثال لقوة الدوافع الداخلية.. وكمثال آخر.. تلك السيدة التي كانت متزوجة وعندها خمسة أطفال وكانت علاقتها بزوجها على ما يرام حيث أنها كانت تقوم برعايته على أكمل وجه، وأيضا برعاية الأطفال وشؤون المنزل، ولكن    


  


     فجأة تركها زوجها وارتبط بامرأة أخرى، وبدلاً من أن تبكي وتحزن على تركه لها قامت بمواجهة التحدي الكبير فبحثت عن عمل ووجدت فرصة كعاملة نظافة في فندق صغير، وفي أقل من خمس سنوات وبمجهودها ودوافعها الداخلية أصبحت المالكة لهذا الفندق . ويحكي التاريخ قصة هيلين كيلر السيدة الصماء العمياء التي أصبحت من أقوى المعلمات والكاتبات. ولكن قليل من الناس تحدثوا عن أن سولومون وهي التي كانت وراء نجاح هيلين فقد كانت المصاحبة لها ومعلمتها وصديقتها ومصدر إلهامها وظلت معها سنوات طويلة وكانت واثقة من قدرات هيلين، وبالرغم من أنه لم يكن هناك أي إلزام على «آن» أن تأخذ تلك المسؤولية الصعبة إلا أن إيمانها الشخصي النابع من داخلها هو الذي كان يقودها، أي أن دوافعها الداخلية هي التي كانت توجهها. دعني أسألك هذا السؤال. لو أنك أردت أن تتدرب في أحد النوادي الرياضية واتفقت مع أحد أصدقائك ليصحبك إلى هذا التدريب، وفي آخر لحظة ورغم اتفاقكم ألغي صديقك الموعد، فهل ستذهب للتدريب بمفردك أم أنك ستقوم أنت الآخر بإلغاء التدريب؟.. دوافعك الداخلية ستقول لك إنك إذا تدربت سيكون جسمك أقوى وصحتك أفضل وسيرتفع مستوى طاقتك وستقوداك    


  


     دوافعك الداخلية للذهاب إلى التدريب مهما حدث سواء بمفردك أو بصحبة الآأخرين. الدوافع الداخلية هي السبب في أن يقوم الشخص العادي بعمل أشياء أعلى من المستوى العادي ويصل إلى نتائكج عظيمة.. هي القوى الكامنة وراء نجاح الإنسان.. هي الفرق الذي يوضح التباين في حياة الأشخاص.. هي القوة التي تدفعك إلى أن تزرع الزهور بنفسك بدلاً من أن تنتظر أحدًا يقوم بتقديمها لك... الدوافع الداخلية هى النور الذي يشع من أنفسنا.. هي المارد النائم بداخلنا في انتظار أن نوفظه. وكما قال رالف والدوامرسون «ما يوجد أمامنا وما يوجد خلفنا يعتبر ضئيلاً جدا بالمقارنة بما يوجد بداخلنا». وهذا الأمر ليس بجديد على المعرفة البشرية فالفيلسوف سقراط هو أول من تكلم عن قانون «السببية» قبل أكثر من ألفي عام: وفي أيامنا هذه يسميه علماء النفس قانون «السبب والنتيجة» بمعنى أن لكل سبب نتيجة فإذا استطعت تكرار السبب ستصل لنفس النتيجة في كل مرة. والآن أقدم لك أسلوبا لتنشيط الدوافع في خمسة خطوات    


  


1- التنفس 


    


   خذ شهيقًا يساوي العد إلى أربعة ثم أخرجه بزفير يساوي العد إلى أربعة, وتنفس دائما بهذه الطريقة أثناء التجرية   


      


2- وضع الجسم 


     


   اجلس أو قف وأكتافك مفرودة ورأسك مرفوعة   


  


3- التأكيد 


  


   ردد في داخلك خمس مرات رسالة شخصية تقول أنا فوي أعطي لهذا التأكيد صونا فى قوة الرعد صادرًا من جسمكء وردد هذه الرسالة خمسة مرات بصوت عال أنا قوي   


  


4- ربط الإإحساسات     


  


   كن واثفًا من تأكيداتك واربط شعورك بكل حواسك. بمعنى أنك لا يجب أن تقول بطريقة ضعيفة «أنا قوي» وأيضا لا تقول: «ربما أنا قوي» أو «احتمال أن أكون قويّاء ولكن لا بد أن تقول ذلك بعبارة حاسمة «أنا قوي» بقوة مريوطة بأحاسيسك   


  


5- الربط 


      


     هل تذكرك إحدى الأغنيات بشخص معين؟ .. إذا كان الأمر كذلك فهذه الأغنية هي عبارة عن رابط ومثال واضح عليه   


  


   هل حدث أنك رأيت طائرة فخطر على بالك آخر إجازة قمت بها أو أي تجربة أخرى مرتبطة بركوب الطائرات5.. هذا أيضا يمكن أن يكون رابطًا. هل حدث أن نوعا معينًا من العطور جعل أحد الأشخاص يخطر على بالك؟ إذا كان الأمر كذلك فهذا أيضًا يعتبر رابطًا وحياتنا مليئة بالأمثلة على الروابط. فما هو الرابط ؟ إذا شعرت بعاطفة قوية ومؤثرة وسمعت في نفس الوقت أغنية معينة أو مر عليك عامل مؤثر فهذه التجارب سترتبط بيعضها عصبيًا. ولإيضاح ذلك نأخذ مثال تجرية العالم الروسي بافلوف الذي كشف أن عملية الربط بإمكانها أن تثير عملاً جسمانياء فقد كان بافلوف يقوم في كل مرة بدق الجرس عند تقديم الطعام لكلبه؛ وكان من الطبيعي أن يسيل لعاب الكلب عند تقديم الأكل؛ وبعد فترة قصيرة تكوّن ربط عصبي عند الكلب ما بين تقديم الأكل ودق الجرسء وبعد ذلك تعمد أن يدق الجرس بدون أن يقدم أي طعام للكلب فكانت النتيجة أن سال لعاب الكلب بمجرد سماعه للجرس» رغم عدم وجود الطعام. وقد قمت أنا شخصيًا بتجربة مشابهة مع قطتي بيانكا, فقد  


  


     كنت أضع لها بسكوتها المفضل في علبة صغيرة: وكنت أهز العلبة فتحدث صوتاء فتأتي القطة وأقدم لها البسكويت. وبعد فترة أصبحت تجري نحوي بمجرد سماع صوت العلبة سواء قدمت لها البسكويت أم لا. والإنسان يتصرف على نفس النمط.. فالعطور والصور والكلام والحركات يمكن أن تكون روابط تعيد إلى أذهاننا مواقف معينة وتجعلنا نعيش مرة أخرى في التجارب التي مررنا بها من قبل. والآن سأقوم بإيقاظ حماسك عبر إنشاء رابط يشعرك وفتما تريد بالقوة عندما تضع يدك على الرابط الذي يمكن أن يكون قبضة يدك مثلاً أو أي شيء آخر فأنت بطريقة تلقائية ستبدأ في التنفس بقوة وسترى نفسك قويًا وتحرك جسمك بقوة وستسمع نفسك تقول: «أنا قوي» وستشعر بهذا الإحساس بقوة. ولنجرب ذلك معا... فكر في تجربة أدت إلى ارتفاع درجة حماسك جدا في الماضي. تنفس بقوة وافرد أكتافك وارفع رأسكء وعندما تكون إحساساتك قوية المس الرابط المتعلق بهذه التجرية وردد خمس مرات «أنا قوي.. أنا قوي».    


  


      الذي تشعر به الآن.. وما الذي تسمعه بداخلك5.. إذا قمت بهذا التدريب بطريقة صحيحة فمن المفروض أن ترتفع درجة حماسك للغاية. درّب نفسك على استعمال الرابط عدة مرات يوميًا إلى أن يصبح جزءًا منك وتتعود عليه. من الآن كل الذي يجب عليك عمله لتصل لحالة القوة هذه وقتما تريد هو أن تلمس الرابط الخاص بالتجرية التي أدت إلى رفع درجة حماسك. والآن أقدم لك استراتيجية الدوافع القوية     


    


   1- قم بشراء دفتر مذكرات ودون فيه يوميًا على الأقل ثلاثة أشياء ناجحة قمت بها في ذلك اليوم؛ وليس من المعقول أن يكون ظنك أنك لم تقم بعمل شيء ناجح على الإطلاق في اليوم لأنك مازلت تتنفس وبصحة جيدة:. وعندك أفكار مفيدة ولك علاقات أطلق على هذا الكراس «رفيقي إلى النجاح» واقرأها من وقت لآخر لأن ذلك سيزيد من حماسك بسرعة.  


  


     2- قم بعمل قائمة بالأشياء التي تريد شراءهاء وفي كل مرة تنجز عملاً ناجهًا اشتر لنفنسك شيئًا من هذه القائمة. قد يكون العمل الناجح هو صفقة مريحة أو مجاملة لصديق لك أو ضبط لعواطفك عند اللزوم: قد تكون مكافأتك هي دعوة على العشاء أو شراء كتاب مثلاً أو مشاهدة فيلم مضحك... إلخ.  


    


   3- قم بعمل شيء خاص بك مرة في الأسبوع. كسماع موسيقاك المفضلة مثلاً أو القيام بتمارين رياضية أو تناول وجبة صحية أو التنزه في مكان هادىء  


  


   4- تدرب على الرابط ثلاث مرات يوميًا وتأكد أنك تقوم بعمل ذلك بإحساس وشهور صادق وتأكد أنك تنجح في كل مرة حتى تصبح هذه العملية تلقائية. سر على الدرب خطوة خطوة هذه حياتك.. تصرف فيها الآن.. استمر في حماسك المشتعل.  


   


وتذكر دائما 


   


عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك 


   


عش بالحب عش بالكفاح 


   


وقدرقيمة الحياة